كتب : مازن ديروان
مع تقديري الكبير للقائمين على حملات التبرع لسورية الحرة العزيزة و لجميع المتبرعين، الصغار منهم و الكبار، إلا أنني أعتبر هذه النشاطات مهما عظُمت ليست أكثر من عواطف صادقة نحو الوطن و لكن تأثيرها المادي على البلد و ناسها سيكون لا يذكر بسبب الوضع بالغ السوء الذي أوصلها له النظام البائد و الأرقام الفلكية التي تحتاجها البلد للنهوض من تحت الرماد.
الخلاص الحقيقي و الفعّال لا يمكن أن يأتي إلا من خلال زنود أبنائها المؤمنين بها و المخلصين لها و من خلال إنتاجهم و عبقرياتهم و خلقهم و إبداعهم و مثابرتهم و مجازفتهم. هؤلاء هم و تقريباً فقط هم من سيبنون البلد و يحققوا لها المليارات العديدة بدل الملايين الهزيلة.
ماذا، بالمختصر، سيحفزهم للقيام بذلك؟!
• الشعور بالأمان على حيواتهم و أملاكهم من خلال سيادة القانون العادل و المحايد بشكل مطلق.
• الحرية في العمل و الإنتاج دون قيود بيروقراطية زائدة تقيّد عملهم مثل تقييد التجارة، استيراداً و تصديراً، بالمنع و الرسوم الجمركية و المخصصات و الضرائب العالية، و صعوبة الحصول على تراخيص العمل و ماشابه. كل قيد بيروقراطي مهما صغُر هو مسمار إضافي في نعش التعافي الاقتصادي!!
• خروج الحكومة "بشكل كامل" من القطاعات ذات الطابع الاقتصادي و ليس "تغيير مهنتها" فيه من "مشغّل" فاشل إلى "ملّاك و مؤجر" فاشل! و التوقف عن منافسة الناس في أرزاقهم بمنافسة غير عادلة قائمة على الاحتكار و البيروقراطية و الترهل الإداري الذي يعيد البلد تدريجياً إلى ما كانت عليه أيام العهد البائد. لا يكفي أن "نرقّع" تركة النظام الإشتراكي و اليساري و البعثي و الأسدي الهالك الذي أفقر البلاد و العباد! علينا "تغييره" برمته!
المواطن الحر يصنع المعجزات، ناهيك عن كونه "سوري" حر!! لنحرر هذا الفرد الجبار و لنثق به وبقدراته، ولنحرر اقتصاد بلدنا بشكل حقيقي و فعال و كما يجب!! سنغافورة و هونغ كونغ و أيرلندا و أمثالهم فعلوا ذلك و بنوا بلادهم لمصاف البلدان وبأعلى سرعة، هلّا فعلناه؟!!