سيريانديز - خاص- محمود ديبو
عقد اتحاد شركات شحن البضائع الدولي في سوريا اجتماع الهيئة العامة السنوي مساء الثلاثاء تحت عنوان "سوريا محور لوجستي إقليمي" وقال رئيس الاتحاد محمد صالح كيشور في تصريح خاص بأن معظم مشاكل النقل في سوريا هي من خارج القرار السوري، فالشحن الخارجي يعتمد على قرارات الدول المجاورة، بالسماح أو عدم السماح للشاحنات بالعبور، وأيضاً ما يتعلق بالفيزا للسائقين، وكل هذا تحدثنا به مع المعنيين في وزارة النقل لمخاطبة السفراء، كذلك فإن هيئة المنافذ البرية والبحرية تدعم مساعينا للوصول إلى تحقيق مصلحة السائقين، فنحن كاتحاد همنا الأساسي هو الشاحن السوري ومصالحه وضمان تشغيله.
واليوم وقعنا اتفاقيات مع النقابة اللوجستية الأردنية ومع هيئة النقل الدولية التركية، وهذه الاتفاقيات الثنائية مهمة وداعمة لكل القطاعات الاقتصادية وليس فقط للشحن، لأنه لا يقوم استيراد أو تصدير بدون شحن، ولذلك حولنا الهيئة العامة للاتحاد إلى مؤتمر عالمي موجود معنا خبراء وسفراء ومعنيين ونأمل أن نخرج بمخرجات جيدة تنفذ وتتحقق.
وكذلك لدينا اتفاقيات مع شركة تأمين لأننا نحاول أن نعمل عملية دولية فالتأمين يعتبر من أساسيات عمليات الشحن والنقل، ليضمن التاجر أن بضائعه مؤمن عليها.
وبين كيشور أن حجم الأسطول السوري يبلغ 25 ألف شاحنة، منها 8 آلاف شاحنة براد، وكان أسطولنا الأول في العالم العربي، وخلال الفترة الماضية التي مرت بها سوريا، تأخرنا كثيراً واليوم نعمل على تطوير العمل.
الاتفاقية مع هيئة النقل التركية
وتتضمن الاتفاقية مع هيئة النقل الدولية التركية المساهمة في بدء وتطوير النقل الثنائي والعبور وضمان سير عمليات النقل الثنائي والعبور بسلاسة وكفاءة عبر المعابر الحدودية، وتبادل المعلومات وأفضل الممارسات، وتبادل المعلومات المتعلقة بالتغييرات التشريعية وتحديات التشغيل وأفضل الممارسات في مجال النقل البري الدولي، وإنشاء قنوات اتصال مباشرة لحل القضايا العاجلة، وتبادل الأفكار في مجال بناء القدرات في قطاع النقل اللوجستي من خبرات المنظمات الدولية ذات الصلة مثل أكاديمية الاتحاد الدولي للنقل البري (IRU)، وتشكيل فريق عمل مشترك لمراقبة تنفيذ مذكرة التفاهم مع اقتراح حلول للتحديات التشغيلية وعقد اجتماعات منتظمة مرتين على الأقل في السنة.
يمكن إبرام أي بروتوكولات أو اتفاقيات تنفيذ إضافية لتفعيل أحكام مذكرة التفاهم هذه.
وتضمنت الاتفاقية أيضاً التعاون بين الطرفين وعرض احتياجاتهما المشتركة على السلطات المختصة في البلدين كوزارة الخارجية ووزارة النقل والتجارة، وتعمل كل من اتحاد شركات شحن البضائع الدولي في سورية وهيئة النقل الدولية التركية على تطوير التعاون في مجال التجارة والنقل وتعزيز تبادل سلاسل التوريد بين البلدين.
وأكد السفير التركي في دمشق برهان كوروغلو أهمية المؤتمر في تعزيز أواصر التعاون بين دول المنطقة، مشيراً إلى أن الطرق البرية كانت على الدوام صلة وصل بين الحضارات، وأن النقل يشكل اليوم ركيزة أساسية للتكامل الاقتصادي.
فتح أبواب أوروبا أمام الشاحنات السورية
خازن اتحاد شركات شحن البضائع السيدة خلود حلبي وهي الوكيل الحصري لشركة DHL في سوريا منذ عام 1985 قالت في تصريح خاص لـ سيريانديز إن الاتفاقيات التي وقعها الاتحاد اليوم مع كل من تركيا (هيئة النقل الدولية التركية) والأردن (نقابة اللوجستية الأردنية)، والأبعاد لهاتين الاتفاقيتين الثنائيتين ستفتح أبواب أوروبا أمام البضائع العربية والسورية براً، وستعزز إمكانات الشحن الدولي عبر سوريا (ترانزيت) وكذلك نقل البضائع السورية إلى مختلف الأسواق المجاورة والبعيدة، وهذا يكسر عزلة سوريا عن العالم التي كانت بها لسنوات، واليوم نأمل حدوث تغييرات تشريعية وقانونية وإجراءات تساعد على الانفتاح الذي نطمح له ونسعى له.
فتح الأسواق أم انسياب البضائع
عضو مجلس النقابة اللوجستية الأردنية أسامة هليل قال في تصريح خاص لـ سيريانديز الاتفاقية مهمة جداً، وهي عبارة عن إعادة تفعيل الاتفاقية التي كانت موجودة بين بلدينا للتبادل التجاري وتساعد على حركة التجارة للواردات والصادرات بالاتجاهين، وتفتح الأسواق للبضائع من البلدين.
وبالنسبة لموضوع دخول الشاحنات السورية لها ترتيبات خاصة، ونعمل على تذليل العقبات وتسهيل المرور وإعادة فتح المعبر بين البلدين وهناك ترتيبات جديدة.
اتفاقية مع التأمين
المفوض بإدارة شركة العقيلة للتأمين التكافلي وائل سعداوي قال في تصريح خاص لـ سيريانديز اليوم نوقع اتفاقية مع اتحاد شركات شحن البضائع الدولي في سوريا للتأمين على السيارات السورية داخل سوريا وخارجها، فمنذ تسعة أشهر توقف العمل بالبطاقة البرتقالية (بطاقة تأمين) للشاحنات القادمة إلى سوريا، وسنحاول إعادة العمل بها، أو أن نقوم نحن كشركة تأمين بالتأمين على السيارات الأجنبية التي تدخل إلى سوريا والعابرة، حالياً بدأت الحركة من تركيا باتجاه دول الخليج بعد فتح الحدود، ومن الأردن إلى سوريا صار هناك حركة جيدة.
ولفت سعداوي أنه بموجب هذه الاتفاقية فإن شركة التأمين تلتزم بتقديم جميع الخدمات التأمينية بما يخص شركات الشحن والنقل الدولي والترانزيت (من تأمين شاحنات وبضائع ومسؤولية نقل) وتقديم النصح والمشورة التأمينية بما يتوافق مع مستجدات قوانين التأمين التي تهم شركات الشحن السورية ودول الجوار، ومدة الاتفاقية سنة ميلادية من تاريخ توقيعها وتجدد لمدة مماثلة بعد مراجعتها وبموافقة الطرفين، وتلتزم الشركة بموجب هذه الاتفاقية بإعلام جميع الأعضاء بهذه الاتفاقية وإعلام جميع الشركاء الاستراتيجيين من الدول المجاورة، عن استعداد الشركة (العقيلة للتأمين التكافلي) لتقديم المشورة وخدمات التأمين في سوريا.
تحسين واقع النقل البري
رئيس غرفة تجارة دمشق عصام غريواتي قال في تصريح خاص اليوم نجتمع لأول مرة بعد تحرير سوريا مع اتحاد الشحن، ومعظم العوائق السابقة انتهت، وسنعمل على بحث ما يمكن تقديمه كغرف تجارة لدعم النقل البري في سوريا وتحسينه ضمن الظروف الحالية، ومنها الطرقات المهترئة، ونأمل أن نقدم شيء لقطاع الشحن في سوريا، ونتواصل مع مختلف الأطراف لحل أي من المشكلات التي تعترض العمل.
تنشيط التجارة
صاحب شركة نقل تركية جمعة قاينار قال في تصريح خاص لـ سيريانديز: توقيع الاتفاقية هو أهم شي سيساهم في فتح التجارة بين البلدين وبين باقي الدول، ونتمنى أن ينعكس ذلك على إجراءات فتح المعابر وتحسين حركة الترانزيت وسمات الدخول.
سوريا مفتاح لازدهار التجارة الإقليمية
رئيس نقابة شركات التخليص ونقل البضائع الأردنية الدكتور ضيف الله حسين أبو عاقوله قال في تصريح خاص لـ سيريانديز إن التعاون الصادق والعمل المشترك بين بلدينا أثمر بحل كثير من التحديات ومنها تخفيض الرسوم على الشاحنات الأردنية والسورية، بفضل تجاوب حكوماتنا وجهود كافة الأطراف المعنية، وسنواصل أداء هذا الدور بكل التزام وتشاركية معكم، من أجل تسهيل انسياب البضائع وحركة الشاحنات، وتخفيض الكلف، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني ويخدم مصلحة البلدين الشقيقين.
وأضاف أبو عاقوله إن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، يؤمن بأن استقرار سوريا الشقيقة، هو مفتاح أساسي لازدهار التجارة الإقليمية وتكامل سلاسل التوريد في المنطقة، وأن التعاون في مجال النقل يُسهم بشكل مباشر في دعم الاقتصادات المحلية، وخلق فرص عمل، وتحقيق التنمية المستدامة لشعوبنا.
كما وأن قطاع النقل لم يكن يومًا مجرد خدمة لوجستية، بل هو يمثل أحد أهم الأعمدة التي يمكن أن نرتكز عليها في إعادة رسم خارطة العلاقات التجارية بين بلدينا وهو شريان حياة، يربط الاقتصادات، ويصل الشعوب، ويعزز الاستقرار، ويفتح آفاق التنمية، ومن هنا، فإن التعاون بين الأردن وسوريا في هذا القطاع المهم هو واجب علينا وضرورة وطنية مشتركة، وخطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن الاقتصادي، والتكامل الإقليمي.
وأشار أبو عاقوله إلى أن الموقع الجغرافي المميز لكل من الأردن وسوريا، لم يعد فقط ميزة نظرية على الخرائط، بل هو مفتاح عملي لإعادة وصل الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب، وشراكتنا في قطاع النقل قادرة على أن تتحول إلى بوابة محورية للتجارة الإقليمية، إذا ما توفرت النية الصادقة، والإرادة السياسية، والدعم اللوجستي والإداري.
وأشار أبو عاقوله بالقول: نحن لا نبحث فقط عن تسهيل مرور الشاحنات عبر الحدود، بل عن إرساء نظام شحن ذكي، سريع، وآمن، يدعم المُصدّر والمستورد وبضائع الترانزيت، ويوفر بيئة تنافسية عادلة، ويعزز من مرونة الاقتصاد في كلا البلدين.
وأيضاً نحن لا ننظر إلى المعابر على أنها مجرد حدود، بل نراها شرايين حياة، تربط بين شعوبنا واقتصاداتنا ، والشراكة بين شركات الشحن السورية والأردنية يمكنها أن تغيّر المشهد ، وأن تفتح أبوابًا جديدًة للتجارة والنمو.
ولفت أبو عاقوله إلى أهمية التكتلات القوية والتكامل الإقليمي الذكي معتبراً أن قطاع النقل بكافة أنماطه بين سوريا والأردن قادر أن يتحوّل إلى نموذج ناجح للتعاون العربي البيني، إذا أحسنا استثماره وأزلنا العقبات التي تعرقل انسيابية الحركة، سواء كانت إداريًة أو لوجستيًة أو فنية.
