سيريانديز- خاص
وصل أكبر استثمار أجنبي في مجال الكهرباء في سوريا إلى مرحلة بدء التنفيذ، بإعلان وضع حجر أساس محطة توليد كبيرة في دير الزور بدعم من دولة قطر، في خطوة من شأنها الإسهام بإعادة إعمار البلاد بعد الحرب.
وشارك وزير الطاقة محمد البشير، ومحافظ دير الزور غسان السيد أحمد، ومعاون وزير الطاقة عمر شقروق، والمدير العام لشركة "أورباكون" القابضة "UCC Holding" القطرية مروان الديماس، أمس بوضع حجر الأساس للمحطة الحرارية في حقل التيم بقدرة 1000 ميغاواط في مدينة دير الزور.
تأتي الخطوة وفق بيانات اطّلعت عليها شبكة "سيريانديز" تنفيذًا للاتفاقية التي وقّعتها وزارة الطاقة مع شركة أورباكون القطرية من أجل إنشاء 4 محطات بقدرة 5000 ميغاواط.
وتتضمن أكبر صفقة كهرباء في سوريا، إنشاء محطات في دير الزور بقدرة 1000 ميغاواط، ومحطة في شمال حلب بقدرة 1200 ميغاواط، ومحطة توليد زيزون بقدرة 1000 ميغاواط، ومحطة توليد محردة بقدرة 800 ميغاواط، إضافة إلى مشروعات طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط.
خطوة استراتيجية
وزير الطاقة محمد البشير، قال في تصريح له: "بكل فخر نضع حجر الأساس لمحطة توليد كهرباء في محافظة دير الزور باستطاعة 1000 ميغاواط، في خطوة استراتيجية نحو تعزيز أمن الطاقة في سوريا ودعم مسيرة إعادة الإعمار".
وأضاف الوزير البشير: "يتناغم هذا الإنجاز مع اقتراب ذكرى التحرير، لنؤكد أن إرادة البناء أقوى من كل التحديات".
وقبل نحو شهر، وقّعت وزارة الطاقة الاتفاقيات النهائية مع تحالف مجموعة شركات دولية بقيادة شركة أورباكون القابضة القطرية لتنفيذ 5 مشروعات كهرباء في سوريا بقدرة إجمالية تبلغ 5 آلاف ميغاواط، تشمل 4 محطات لتوليد كهرباء، بالإضافة لمشروعات طاقة شمسية.
يقول مصدر في قطاع الطاقة لشبكة "سيريانديز" أن هذه المشروعات هي الأكبر في قطاع الطاقة في سوريا منذ عام 2011، وتأتي ضمن خطة الحكومة لإعادة تأهيل منظومة الكهرباء الوطنية ورفع كفاءتها التشغيلية وتحقيق استقرار التغذية الكهربائية على نحو مستدام.
وأشار المصدر إلى أن هذه الاتفاقيات تأتي امتدادًا لمذكرات التفاهم الموقّعة مع الشركات في أيار 2025 لتنفيذ مشروعات توليد كهرباء من الغاز ومحطات شمسية في عدد من المحافظات.
تحول مهم في القطاع
يُتوقع أن يسهم بدء التنفيذ بأكبر صفقة كهرباء في سوريا بإحداث تحوّل مهمّ في مسار قطاع الطاقة بعد شبه انهيار القطاع جراء الحرب التي استمرت سنوات طويلة في البلاد.
وتعدّ المشروعات جزءًا من تعهُّد قطر بالمساعدة في إعادة إعمار سوريا ، إذ تتضمن الصفقة التي تقودها شركة أورباكون القابضة القطرية استثمارات بنحو 7 مليارات دولار، وتمثّل الصفقة أكبر استثمار أجنبي في سوريا يُكشَف، منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نيسان رفع بعض العقوبات الأميركية عن دمشق.
ويشكّل وضع حجر أساس واحد من 5 مشروعات لقطاع الكهرباء في سوريا خطوة أساسية باتجاه تشييد البنية التحتية في القطاع، وسط خطط الحكومة لإنعاش الاقتصاد.
كان وزير الطاقة محمد البشير قد أوضح في تصريح سابق أن مدة تنفيذ محطة الطاقة الشمسية تُقدَّر بنحو سنة و8 أشهر، أمّا بالنسبة للمحطات الغازية، فالمدة المتوقعة والمتفق عليها 3 سنوات ونصف.
استخدام تقنيات أمريكية اوروبية بالمحطات
وبحسب مصادر وزارة الطاقة السورية فإنه من المقرر استعمال تقنيات أميركية وأوروبية في هذه محطات الطاقة الحرارية، بينما ستُطوَّر محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط في وديان الربيع جنوب سوريا.
وتُعدّ المشروعات نواة لمبادرة "إحياء الكهرباء في سوريا"، التي تضم شركات عالمية مثل "كاليون إنرجي"، و"جنكيز إنرجي"، و"باور إنترناشيونال"، وتستهدف تحفيز مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة في البلاد.
ويُقدَّر حجم استهلاك الكهرباء في سوريا بنحو 7 آلاف ميغاواط، إلّا أن التوليد الفعلي حاليًا يبلغ 2200 ميغاواط، بسبب نقص مواد التشغيل والحاجة إلى الغاز الطبيعي والوقود لتوليد الكهرباء والوصول إلى ساعات تشغيل أكبر.